أصدرت المجموعة المستقلة للدراسات (IIACSS) تقريرها للتوقعات الانتخابية استناداً إلى آخر البيانات الميدانية المجمّعة حتى 8 تشرين الثاني/نوفمبر، والمبنية على انموذج إحصائي تم تصميمه ليراعي اهم المتغيرات المؤثرة في نتائج الانتخابات الى جانب مراعاة سلوك التصويت السابق للعراقيين منذ عام 2005، إلى جانب سيناريوهات مختلفة لنسب المشاركة وقواعد توزيع واحتساب المقاعد المعتمدة وفق نظام سانت ليغو. تشير التقديرات إلى أن نسبة المشاركة على المستوى الوطني ستتراوح بين 30% و40%، غير أن هذه النسبة تُحتسب حصراً من بين حاملي البطاقات البايومترية، وهو ما يرفع المعدل شكلياً من دون أن يعكس بالضرورة زيادة فعلية في عدد المصوتين. وبناءً عليه، فمن المتوقع أن تكون نسبة المشاركة الحقيقية – عند احتسابها قياساً إلى إجمالي العراقيين المؤهلين للتصويت (18 عاماً فأكثر) – أقل من النسبة الرسمية التي سيُعلن عنها بعد انتهاء الاقتراع. وتُظهر مؤشرات المشاركة اختلافاً واضحاً بين المحافظات؛ إذ يُتوقع أن تكون نسب الإقبال الأضعف في بغداد وميسان وبابل، ومعظم محافظات الوسط والجنوب التي تشهد أعلى مستويات المقاطعة الانتخابية، باستثناء محافظة واسط التي يُرجح أن تقترب في سلوكها الانتخابي من محافظات الشمال ذات الغالبية العربية. في المقابل، من المتوقع أن تسجل نينوى أعلى نسبة مشاركة، تليها صلاح الدين والأنبار، مع احتمالات تتجاوز فيها نسبة المشاركة حاجز 50%. وبفعل القيود اللوجستية، يغطي هذا التقرير المناطق ذات الأغلبية العربية فقط، بما في ذلك المناطق العربية من كركوك، ولا يشمل محافظات إقليم كردستان. كما لا يتضمن التصويت الخاص (العسكريون، النازحون، السجناء)، الذي يُتوقع أن يشكل بين 10% و20% من مجموع الأصوات، مع إمكانية أن يؤثر في التوزيع النهائي للمقاعد، ولا سيما في المحافظات منخفضة المشاركة. وبحسب نموذج احتساب المقاعد المعتمَد على نظام سانت ليغو، تشير التقديرات الحالية إلى تصدّر تحالف الإعمار والتنمية السباق بنحو 29% يليه تحالف تقدم بنسبة تقارب 14%، ثم ائتلاف دولة القانون بنسبة 11%. كما يُرجَّح أن يحصل تحالف صادقون على نحو 6% من المقاعد. في المقابل، تتقارب نسب كل من تحالف العزم وتحالف تصميم وتحالف الحسم ضمن نطاق يتراوح بين 2.5% و4.0% على المستوى الوطني. وتُقدَّر حصة القوائم الأخرى والمستقلين بحوالي 19%، بينما لا يزال نحو 10% من الناخبين متردّدين ولم يحسموا خياراتهم بعد. تجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام تعبّر عن توزيع نسب التصويت المتوقع وليس عدد المقاعد البرلمانية المتوقعة، حيث ان عدد المقاعد البرلمانية المتوقعة يعتمد متغيرات كثيرة يصعب توقعها. ويتوقف التوزيع النهائي للمقاعد على مجموعة متغيرة من العوامل، تشمل تباين نسب المشاركة بين المحافظات، حصص كوتا النساء والأقليات، ونتائج التصويت الخاص، إضافة إلى طريقة احتساب المقاعد وفق معادلة سانت ليغو. ويطبّق هامش خطأ ±5% على جميع التوقعات. وتختلف خريطة التنافس بين المحافظات بصورة لافتة؛ إذ يُتوقع أن يتصدر الإعمار والتنمية في بغداد، بينما يحتدم التنافس بين نينوى لأهلها والحسم في نينوى، وتبرز تصميم تليها صادقون في البصرة، في حين يتقدم تحالف تقدم في الأنبار يليه تحالف العزم. ويمثل هذا التوقع أدق تقدير يمكن إصداره قبل يوم الاقتراع، وهو مبني على عينة وطنية ممثلة تضم 2800 مشاركاً من 15 محافظة، باستثناء محافظات إقليم كردستان، وبهامش خطأ يبلغ ±5%. وتم تنفيذ جميع مراحل جمع البيانات والتدقيق الإحصائي وفق معايير صارمة لضبط الجودة. وتبقى نسبة المشاركة هي العامل الأكثر تأثيراً في النتائج النهائية، خصوصاً في محافظات الجنوب وبغداد والمحافظات المختلطة. عن المجموعة المستقلة للدراسات (IIACSS) المجموعة المستقلة للدراسات هي مؤسسة بحثية متخصصة في دراسات السوق وقياس الرأي العام في العراق والمنطقة. تمتلك المجموعة فروعاً داخل العراق وخارجه، وتعمل عبر شبكة تضم باحثين وخبراء وفرقاً ميدانية تغطي جميع المحافظات. المجموعة المستقلة هي الممثل الإقليمي لـ غالوب العالمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد نفذت منذ عام 2003 أكثر من 3 ملايين في العراق وخارجه.