احمد العامري

لايختلف اثنان على ان الاحتلال الامريكي للعراق ترك بصماتة في جميع مرافق الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية ولم يسلم منه اي مرفق من مرافق الحياة العامة لابل وحتى جوانب من الحياة الخاصة للمواطنين حيث انعكس على مفرادات واساليب هذة الحياة لرفاهية او قحطا وهي ظروف خلقت اجواءا لم يألفها الفرد العراقي من قبل بسبب تداخل العديد من العوامل التي افرزها الاحتلال وانعكست بمجملها على الواقع حتى جعلت منه واقعا ذو ملامح لم يعهدها احد من قبل ومن بين ابرز القطاعات التي تأثرت بالحياة الجديدة بعد الاحتلال هي الاسرة او العائلة العراقية التي كانت على مر الزمن مضربا للامثال في التألف والتضامن والمحبة والشعور بالمسؤلية الجماعية تجاه الاحداث ايا كان نوعها وهو ما انعكس على قوة وترابط المجتمع واستطاعتة تجاوز الازمات التي يتعرض اليها. ووفقا لاستطلاعات الرأي العام التي اجرتها المؤسسة المستقلة لدراسات الرأي العام التي يقودها الدكتور منقذ محمد داغر وتم عرضها في البرنامج التلفزيوني( رأيكم مع منقذ) الذي يبث من قناة التغيير الفضائية فأن هنالك من يظن ان الاسرة بدأت تفقد بريقها بسبب التطور التكنولوجي والرقمي والذي تسبب في اضعاف الروبط بين افرادها مما جعل المجتمع اكثرتعقيدا وهو ما قاد الى ان يتعرض افراد الاسرة( العائلة) الى الكثير من الضغوط ولكن واقع الحال يدل على عكس ذلك حيث ازدادت اهمية الاسرة في المجتمع المعاصر حيث تشير الدراسات الحديثة الى ازدياد اهمية الاسرة والعائلة وخاصة بالنسبة الى الاطفال الذين من الاهمية بمكان لهم الشعور بالانتماء والحنان وهوماتوفره لهم الاسرة حيث انهم يحسون انهم جزء من مجموعة اكبر. وذكر الدكتور منقذ هو يشرح اهمية الاسرة في المجتمع المعاصر ان الدراسات اظهرت ان الاسر والعوائل التي لديها اطفال يعيش افرادها مدة اطول من االاسر التي ليس لديها اطفال ومن هنا يمكن اعتبارالاسرة بشكل عام كمؤسسة اجتماعية واقتصادية لانها تؤمن واحدة من اهم الحاجات الاساسية والتي هي حاجة الامن الجسدي والاقتصادي للاشخاص ومن هنا يمكن القول ان اهمية الاسرة اهمية متزايدة. وبين انه ووفقا للمركز القومي للاحصاء فانه في العراق اكثر من(6) ملايين اسرة ومعدل الاسرة الواحدة من الافراد 6.3% وهو يعني ان كل اسرة تتكون من ستة اشخاص على الاقل وهذا يشير الى ان المجتمع العراقي يعد من المجتمعات التقليدية التي مازالت تحتفظ باعداد كبيرة من الافراد الذين يعيشون تحت سقف واحد وياكلون في مكان واحد ويتفاعلون مع بعضهم البعض وبالتالي فان الاسرة والعائلة تزداد اهميتها في المجتمع العراقي.

___________________________

تحتل الاسرة او العائلة العراقية مكانة كبيرة ومفصلية ضمن الهرم الاجتماعي والسكاني خاصة اذا ما علمنا ووفقا لما قدمة برنامج رايكم مع منقذ الذي يقدمة اسبوعيا الدكتور منقذ محمد داغر من قناة التغيير الفضائية من ان الاطفال يشكلون نسبة كبيرة من افراد المجتمع العراقي حيث تؤكد الاحصائات الرسمية انه يوجد في العراق من بين سكانه البالغ عددهم 38 مليون نسمة حوالي 17 مليون طفل وهؤلاء جميعا تحت سن الخامسة عشر من العمر وهو ما يشكل نسبته 42 بالمية من المجتمع العراقي وهذا يعني ان المجتمع العراقي انما هو مجتمع شاب وهو امر في غاية الاهمية ويتطلب دراسات من قبل الدولة من اجل الوصول الى الطرق الصحيحة في استثمار هذه الطاقات الشابة وتوجيهها نحو ما ينفع المجتمع وبنائهم على اسس صحيحة حيث اذا تم استثمارهم بما هو. مطلوب سيكون مردوده على العرق اكثر من الايرادات التي تجنى من النفط .وبين الدكتور منقذ ان واقع الاطفال ينعكس بشكل كبير من حيث كونهم يعيشون مع اولياء امورهم او لا ووفقا لدراسة منضمة اليونسكو التي عرضها الدكتور منقذ في برنامجه الاسبوعي ان 93 بالمية من الاطفال في العراق يعيشون مع والديهم في اطار العائلة التي تتكون من الاب والام وهذه النسبة تزداد عند الاكراد لتصل الى 95 بالمية بينما عند العرب 92 بالمية وهذا يعني ان عدد الذين لا يعيشون عند احد من والديهم هي نسبة 1,3 بالمية من اصل 17 مليون طفل وهنا نحن نتكلم عن 200 الف طفل لا يعيشون مع احد من ابويهم .وبينت الدراسة ان الذين يعيشون من الاطفال مع والدتهم فقط رغم غياب الزوج لاسباب مختلفة منها الطلاق والترمل يشكلون ما نسبته 4,5 بالمية اي حوالي 5 بالمية من اطفال العراق يعيشون مع والدتهم بينما يعيش 1,4 بالمية من الاطفال مع والدهم. وسلط البرنامج الضوء بشكل واضح على اهمية المستوى التعليمي للاب والام او من يحق له اعالتهم حيث يشكل هذا المستوى عامل مهم لتربية الاطفال حيث ان كثير من الاطفال يفشلون في دراستهم وحياتهم بسبب عدم قدرة اولياء امورهم في التعامل معهم ومن المفيد بمكان الاشارة الى ان الوضع في العراق يظهر ان 20 بالمية من الاطال مابين 5 الى 17سنة يعيشون مع ولي امر امي لا يقرأ ولا يكتب بينما يعيش 19 بالمية من الاطفال دون سن 15 سنة مع ولي امر امي وهو ما يعني ان واحدا من كل خمسة اطفال يعيش مع ولي امر امي وهذه نسبة كبيرة تنعكس سلبا على مستقبل اطفال العراق واشارت المعلومات التي عرضها البرنامج ان مستوى التعليمي لاؤلياء الامور عدد كبير من الاطفال يعيشون مع اولياء امور من الحاصلين على الدراسة المتوسطة 43 بالمية بينما شهادة الثانوية لم تتعد نسبتهم 17 بالمية .ومن الامور المهمة جدا ان الكثير من الاطفال يعيشون في كنف اطفال في سن عمرهم او اقل منهم عمرا حيث بلغت نسبة الاطفال الذين يعيشون مع اطفال 24 بالمية اي ان واحدا من كل اربع اطفال في محافظة واسط يعيشون مع اطفال من امثالهم بينما بلغت النسبة في محافظة ميسان 15,6 بالمية في حين ارتفعت هذه النسبة في محافظة المثنى 17 بالمية وهذا يعني ان نسبة كبيرة من اطفال العراق يتركون دون رعاية اسرية كافية ومسؤولة وهم بالتالي عرضة للعنف او رعاية غير كافية او للتحرش الجنسي

____________________________

واستكمالا لما تم عرضة في الجزءالثاني من مقالنا الخاص بواقع الاسرة العراقية بعد الاحتلال والذي تناولنا فيه جوانب من حياة الاطفال وما يتعرضون اليه من مشاكل ومصاعب حياتية وتعليمة ورعاية ابوية غير كافية وانعكاس كل ذلك مستقبلهم ومستقبلالعراق باعتبارهم المشروع التنموي الواعد بسبب كونهم يشكلون نسبة كبيرة من سكان العراق تصل الى اكثر من17 مليون شخص وهو مايشكل42 بالمائة من مجمل المجتمع العراقي. وفي هذا الاطار نود ان نسلط الضوء على جوانب اخرى من تلك التي تناولها برنامج( رأيكم مع منقذ) الذي يقدمةالدكتور منقذ محمد داغرعبر قناة التغيير الفضائية والخاص بممارسة العنف ضد الاطفال سواء من قبل اسرهم او المدرسة او المجتمع بصورة عامة او مما يلاقوه في الشارع وانعكاس ذلك بصورة مباشرة عليهم وعلى مستقبلهم خاصة وان المجتمع العراقي ووفقا للدراسات الاجتماعية والنفسية التي اجرتها المعاهد المتخصصة يصنف على انه مجتمع عنيف اوشعب يمارس العنف حيث ان هنالك مفارقة في التنشئة الاجتماعية في العراق تتمثل في نشوءفرد اما يكون دكتاتورا في جميع تصرفاتة اومع الاسف واحدا من العبيد الخانع في جميع تصرفاتة حيث ان هذة التنشئة الاجتماعية تعتمد اما على القوة التي حصيلتها اما ان يكون الفرد اما ضاربا او مضروبا.ووفقا للدراسات التي اعدتها المؤسسةالمستقلة لدراسات الراي العام التي يقودها الدكتور منقذ محمد داغر وتم عرضها في البرنامج فان82بالمائة من اطفال العراق يتعرضون الى العنف اواحد انواع العقاب الجسدي بينما يتعرض12بالمائة من الاطفال الى العقاب النفسي حيث يشكل العقاب الجسدي ما مجموعة60 بالمائة بينما تبلغ نسبة العنف الشديد ضد الاطفال مانسبته31بالمائة مشيراالى مثال واحد يعكس هذة الحالة تمثلت بالطفلة رهف التي تعرضت الى عنف جسدي اودى بحياتها مؤكدا على ضرورة ايقاف هذا النوع من الافعال والتصرفات والقسوة وعدم القبول بها ومحاسبة الذين يفعلون ذلك او يميلون اليه ولهذا وانطلاقا مما تقدم فان الباحث الدكتور منقذ يصل الى حقيقة يجب التوقف عندها طويلا ومليا ومفادها ان الاطفال وبسبب ممارسة العنف الجسدي والنفسي ضدهم انما يعيشون واقعا مريرا يتعين رفضة وعدم القبول به من جميع الجهات الرسمية ومنظمات المجتع المدني.

________________________

واحتلت الطفولة وعمالة الاطفال حيزا كبيرا في الاستطلاعات التي اجرتها المؤسسة المستقلة لدراسات الرأي العام التي يقودها الدكتور محمد داغر والتي تم عرضها وتسليط الاضواء عليها في البرنامج الذي يقدمة من خلال قناة التغيير الفضائية(رايكم مع منقذ)وكان للظروف التي يعيشها الاطفال وهم يمارسون الاعمال خارج منازلهم محطة توقف عندها البرنامج. وعرج المقدم على الظروف التي تدفع العوائل بزج اطفالهم في اتون العمل وهي اسباب تتعلق بالظروف الاقتصادية التي يمر بها العراق بعد الاحتلال وتفشي البطالة وانعدم فرص العمل والفساد الاقتصادي والمالي مما دفع الكثير من الاسر والعوائل الى زج اطفالهم جميعا او واحد منهم في العمل من اجل كسب لقمة العيش حيث بينت الاحصاءات التي اجرتها المؤسسة المستقلة لدراسات الرأي العام ان5% من اطفال العراق يمارسون نوعا معينا من انواع العمل وهو رقم يفوق المليون طفل وهي نسبة كبيرة جدا مقارنة بالدول الاخرى ومن هؤلاء المليون6% من الذكور و4% من الاناث وتتراوح اعمارهم مابين12 و14 سنة مشيرا الى ان غالبية الاطفال الذين يمارسون العمل هم من الارياف ومن العوائل الفقيرة بالتحديد التي يضطر ابناؤها للعمل خارج المنازل من اجل مساعدة عوائلهم وهو ما يفقد هؤلاء الامن والامان بحيث لا تستطيع اسرهم من حمايتهم وهم ليسوا تحت اشرافهم وتحت اشراف اشخاص لاتربطهم بهم صلة القرابة.ومن الامور المهمة التي تتعلق بالاطفال من الاناث هو اقدام الكثير من العوائل على ارغام بناتهم على الزواج وهن قاصرات ودون بلوغ السن القانونية والمحددة بثمانية عشر عاما بسبب الحاجة الى المال او عدم القدرة على الانفاق عليهن او بسبب الموروث الاجتماعي والعشائري والقبلي وربما النظرة الدونية للفتاة. وبينت الاستطلاعات ان اكثر من 7% من الاناث يتزوجن وهن دون سن الخامسة عشرة من العمر بينما 28% من الفتيات يتزوجن دون سن الثامنة عشرة وهذه النسبة لاتختلف عن المدينة من الريف حيث تبلغ اكثر من 28% دون شن الثامنة عشرة وحوالي مايقارب 8% دون سن الخامسة عشرة اي 12 و13 و14 سنة. وتوقف مقدم البرنامج طويلا عن مساعي البرلمان العراقي لتشريع قانون يسمح بزواج الفتيات عند بلوغهن 9 اعوام واعتبر ذلك بمثابة جريمة يحاول ارتكابها بحق الطفولة تستحق احالتهم الى المحاكم بسببها ناهيك من ان هذا الامر جوبة برفض شعبي كبير لانة يمثل بحق انتهاكا للاعراف العامة والانسانية وحق الاطفال في العيش الكريم وعدم جعلهم يعيشون حياتا ليسوا مؤهلين لها بعد ويفتقدون الى الكثير من مقوماتها. وبينت الاحصاءات التي اجرتها المؤسسة المستقلة التي يقودها الدكتور منقذ داغر ان محافظ ميسان تتصدرمحافظات العراق في الزواج المبكر للفتيات تليها محافظة البصرة ثم كربلاء بعدها النجف الاشرف في حين احتلت محافظ كركوك ادنى النسب بواقع16% بعدها محافظة دهوك بنسبة تقل عن 20%.

______________________________

لمشاهدة الحلقة :

اضغط هنا